
تعد مآذن المسجد النبوي من أبرز المعالم الإسلامية التي تجسد الإرث الحضاري والتاريخي للمسجد. يبلغ عددها 10 مآذن، تتميز بشموخها وتصميمها الفريد الذي يجذب الزوار من جميع أنحاء العالم. لم تكن المآذن موجودة في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم أو خلفائه الراشدين، بل كان المؤذن يصعد إلى مكان مرتفع لإعلان الأذان. مع مرور الوقت، تطورت فكرة المآذن لتصبح رمزًا إسلاميًا بارزًا.
تاريخ مآذن المسجد النبوي
في بداية الإسلام، لم يكن هناك مآذن في المسجد النبوي. كان المؤذنون يصعدون إلى أماكن مرتفعة مثل أسطح المنازل لإعلان الأذان. مع توسع المسجد وزيادة عدد المصلين، ظهرت الحاجة إلى بناء مآذن لرفع صوت الأذان بشكل أوضح. بدأ هذا التطور في العصور الإسلامية المبكرة واستمر عبر القرون.
توسعات المسجد النبوي
شهد المسجد النبوي عدة توسعات عبر التاريخ، كان أبرزها في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله بين عامي 1370 و1375هـ. خلال هذه التوسعة، تم الحفاظ على مئذنتين في الجهة الجنوبية وإزالة الثلاث الأخرى، ليتم بناء مئذنتين جديدتين في الجهة الشمالية بارتفاع 70 مترًا. وفي الفترة من 1406 إلى 1414هـ، أضيفت 6 مآذن أخرى بارتفاع 104 أمتار، ليصبح العدد الإجمالي 10 مآذن.
تصميم المآذن
تتميز مآذن المسجد النبوي بتصميمها المعماري الفريد، حيث تتكون كل مئذنة من 5 طوابق:
– الطابق الأول: مربع الشكل.
– الطابق الثاني: مثمن الشكل مزين بعقود ومثلثات.
– الطابق الثالث: مستدير الشكل مع دالات ملونة.
– الطابق الرابع: دائري الشكل مع أقواس وأعمدة رخامية.
– الطابق الخامس: أسطواني مضلع ينتهي بتاج مشرشف وقبة بصلية تحمل هلالًا برونزيًا مذهبًا.
تعد مآذن المسجد النبوي إرثًا حضاريًا وإسلاميًا يعكس تطور العمارة الإسلامية عبر العصور. تصميمها الفريد وارتفاعها الشاهق يجعلها من أبرز المعالم التي تجذب الزوار وتجسد عظمة الإسلام وتاريخه.